21 مليون زائر لجامع آيا صوفيا في 3 سنوات: تعرف على الجامع ماضيه العريق وحاضره المبهر
بعد إعادة افتتاحه في 2020 اجتذب جامع آيا صوفيا ملايين السياح من حول العالم، ما هي ميزاته وتاريخه عبر الزمن؟
يقع جامع آيا صوفيا في قلب مدينة إسطنبول التركية، ويُعَدُّ من أبرز الآثار التاريخية في المنطقة وواحدًا من أعظم الأعمال المعمارية في العالم. يحمل هذا المعلم العمراني القديم قصة طويلة ومثيرة، والتي تحكي عن تاريخه وبنائه وتحوله عبر العصور.
تعود جذور آيا صوفيا إلى القرن السادس الميلادي عندما شُيِّدت ككنيسة مسيحية بتصميم من قِبَل المهندسين أنتيميوس وإسيدوروس.
استُخدمت الكنيسة كمقر لبطريركية القسطنطينية (إسطنبول الحالية) لعدة قرون، واحتضنت العديد من الاحتفالات والمناسبات الدينية.
وتُعَدُّ هندسته المعمارية إنجازًا فريدًا في تاريخ البناء عبر الأزمنة، فقد استُخدمت تقنيات ومواد متطورة للغاية مقارنة بالحقبة الزمنية التي شُيد فيها.
يتميز جامع آيا صوفيا بقبته الضخمة والمُرَمَّمَة بالزجاج، والتي تعد إنجازًا هندسيًا استثنائيًا لعصورها، ويبلغ ارتفاع القبة حوالي 55.6 مترًا، واحتلت مكانتها لفترة طويلة عبر الزمن كأكبر قبة في العالم.
شهد آيا صوفيا عدة تحولات جذرية عبر القرون: في عام 1453، تحولت الكنيسة إلى مسجد بعد أن فتحها السلطان محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية، ثم تحويل المسجد مع مرور الوقت إلى متحف في عهد الجمهورية التركية في عام 1935، تحت قيادة مصطفى كمال أتاتورك.
يتميز آيا صوفيا بجمال وتنوع التحف والزخارف الموجودة داخله، والتي تعكس التأثيرات المختلفة للثقافات التي حكمت إسطنبول على مر العصور. تحتضن الجدران والقبة الداخلية أحد أهم الفسيفساء في العالم، وتناثرت الأعمدة المزخرفة والنوافذ الملونة في جميع أنحاء البناء.
في يوليو 2020، أُعيد افتتاح جامع آيا صوفيا كمسجد مرة أخرى بقرار من الحكومة التركية وبجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بعد أن كان يُشَغَّل كمتحف لمدة 86 عامًا، بناءً على قرار مجلس الوزراء عام 1934.
وأثار هذا القرار جدلاً واسعًا في المجتمع الدولي، لكنه أعطى للموقع أهمية دينية وثقافية أكبر بالنسبة للمسلمين في تركيا وحول العالم.
حيث استقبل مسجد آيا صوفيا الكبير، الذي جذب اهتمامًا كبيرًا من السياح المحليين والأجانب، ما يقرب من 21 مليون زائر منذ إعادة افتتاحه مسجدًا قبل ثلاث سنوات.
بفضل تاريخه العريق وجماله المعماري، يعتبر جامع آيا صوفيا مقصدًا سياحيًا رئيسيًا في تركيا، حيث يقصده الملايين من الزوار سنويًا للاستمتاع بروعة هذا المكان الفريد والاستمتاع بمشاهدة الفسيفساء والتمتع بمعماره التاريخي.
كما يعتبر الموقع معلمًا ثقافيًا هامًا يمثل مزيجًا فريدًا من الثقافات الإسلامية والمسيحية في تصاميمه وآثاره الداخلية والخارجية.
ويبقى جامع آيا صوفيا نموذجًا مذهلاً للتنوع الثقافي والروحاني لمدينة إسطنبول وتركيا عمومًا، ويُريك في روعته كونه رمز للتطور التاريخي والتعايش بين الثقافات المختلفة عبر الزمن، ومعلمًا يستحق الزيارة لكل محبي التاريخ والفن المعماري.
تحرير: الدار العقارية ©